وقعت مدينة يريفان لفترة تاريخية طويلة تحت حكم الغزاة من مختلف الانتماءات العرقية والدينية، وكانت دائمًأ مسرحًا للعمليات الحربية، والأهم من ذلك، إنها كانت تقع في مفترق الطرق العسكرية والتجارية. وقد تعرضت مدينة يريفان خلال القرون الخمسة-الستة الأخيرة بعض التغييرات المهمة في التكوين العرقي، وهو، بدوره، كان له تأثيره الحاسم على المشهد الطبيعي للمباني الدينية في يريفان: وبنتيجة توافد المسلمين إلى يريفان والهجرات المختلفة (بما في ذلك القسرية) للسكان الأرمن، طرأت تغييرات على المشهد القائم، فأخذت المساجد تحتل مكانة مهمة، وأحيانًا مميزة من الناحية العددية: ولم يُدرس موضوع التراث الإسلامي في يريفان في الوقت الراهن بشكل كافٍ مثل غيره من المواضيع، ويهدف هذا المشروع إلى دراسة منشآت يريفان الإسلامية، لفهم الأسباب الحقيقية لوجودها وزوالها، ولاستبعاد المناورات التاريخية المسيَّسة القائمة حولها من قبل بعض الباحثين غير الوديين. وبمشاهدة هذا الموقع يمكننا الاقتناع بأن معظم مساجد يريفان قد هُدّمت أو حُوّلت إلى مبانٍ لأغراض أخرى خلال سنوات الحكم السوفيتي، وخاصة في الثلاثينيات والخمسينيات في ظل سياسة ستالين القاسية. ودون تبرير هذا الواقع، من الضروري في الوقت نفسه الإشارة إلى أن عددًا من المباني الدينية الأخرى العائدة، بشكل أساسي، إلى الطائفة الرسولية الأرمنية، لقت نفس المصير. وهُدّمت أيضًا الكاتدرائية الأرثوذكسية الروسية باسم القديس نيكوغايوس الواقعة في ساحة شاهوميان الحالية وكذلك كنيسة مريم العذراء الواقعة في منطقة القلعة. وبالتالي، هذه الوقائع المؤسفة لا يمكن أن تكون موجهة ضد أي مذهب معين أو طائفة تدين بها، كما تحاول، في الفترة الأخيرة، المنشورات المسيّسة الخادمة للأجندة الزائفة أن تظهر ذلك، بل إنها نتيجة لإيديولوجية الإلحاد المتشدد والدعاية البلشفية المعادية للدين.