رؤية الجميع

سوق غانتار

كانت يريفان تقع على طريق القوافل التجارية القادمة من الجنوب إلى الشمال. لذا ابتداءًا من أواخر القرون الوسطى حتى عشرينيات القرن العشرين كانت تُعتبر همزة الوصل لتجارة القوافل. وكانت العمليات التجارية تجري في الميادين الشبيهة بالأسواق الشرقية حيث كان مبنيًا حولها عادة حوانيت وكشكات تجارية. وإلى جانب ذلك كانت بعض تلك الكشكات تُستخدم أيضًا كورشات حرفية لصانعي الأحذية والخياطين والخزافين والحدادين وغيرهم.

وكانت توجد في يريفان عدة ميادين تجارية مشابهة، وكانت سوق غانتار السوق المركزية وأكبر الأسواق. وكانت تبدأ من مقربة الجامع الأزرق الحالي مغطية مساحة حديقة الأطفال الحديثة /كيروف/. وكانت السوق تعمل حتى ثلاثينيات القرن الماضي لحين بدء عمليات البناء المدني. وقد حصلت هذه السوق على اسم “غانتا” من الكلمة الفارسية التي تعني ميزان كبير، وذلك لوجود الميزان الكبير في وسط ساحة السوق لوزن البضائع التي تُباع بالجملة. وكان يوجد هناك أيضًا الميزان الصغير المسمى “ميزان”.

وكانت سوق غانتار محاطة بحوانيت كبيرة وصغيرة وكشكات وخانات القوافل والمستودعات[1].

وعدا سوق غانتار كانت توجد في يريفان أسواق أخرى أصغر، وكان عدد ميادين الأسواق في يريفان في القرنين السابع عشر والثامن عشر يبلغ الخمسة، وتلك الأسواق هي: سوق حسين علي خان أو المسجد، وسوق خانباغي، وسوق زالخان، وسوق فاحلا بازار أو الميادين المسماة الرئيسية أو الكبيرة[2]. وفي القرن التاسع عشر خرجت سوق خانباغ من مصاف هذه الأسواق لأن النازحين بموجب معاهدة توركمينتشاي حولوها كليًا إلى منطقة سكنية[3].

 

[1] ت. هاكوبيان، تاريخ يريفان (في السنوات من 1500م إلى 1800م)، ص. 204.

[2] Шопен И. И. Исторический памятник состояния Армянской области в эпоху её присоединения к Российской империи. СПб., 1852, cтр. 877.

[3] Ibidem.