غالبًا ما كان مسجد الحاج إمام فردي في دميربولاغ يُسمى مسجد دميربولاغ، باسم المنطقة الذي فيها. وفي بعض المصادر يُذكر باسم كيوربو-كولاغ من الكلمة التركية “كيوربو” أي جسر لوجود المسجد بجوار جسر صغير مشيد فوق نهر. وعلى سبيل المثال، وجد مكانه تحت هذا الاسم على مخطط يريفان لسنة 1856م. ولكن في نفس هذا المكان ذُكر في مخطط ميهرابوف باسم مسجد دميربولاغ. أما في مؤلف غيفوند آليشان “آيرارات” مذكور باسم مسجد كرك بولاغ[1] أي باللغة التركية أربعون منبعًا. إن مكان وجود المسجد يتوافق اليوم مع الرصيف المقابل لدار السينما روسيا، أي على امتداد الشارع ستاروكازارمينّايا في ذلك الوقت، أي مقابل مكان ساحة سوق دميربولاغ التي كانت موجودة مكان دار السينما. وحاليًا يمر شارع ديكران ميتس (الكبير) من مكان وجود مسجد دميربولاغ. وقد وصلت إلينا بعض الصور من المسجد حيث يمكن بعد الإمعان فيها الاستنتاج أن المسجد كان مبنيًا أو مغطىً بالطوب
وكان للمسجد، على الأقل، ثلاث قبب غير متماثلة. وكانت القبة الرئيسية والقبتان الجنوبيتان مبنية من الطوب وكان للقبة الرئيسية سلم حلزوني مبني من مخلفات الطوب يؤدي إلى قمة القبة. والقمة الأخرى الصغيرة من المحتمل مغطاة بالصفائح القصديرية، ولم تكن للمسجد مئذنة على الأقل من الصور التي وصلت إلينا. ورغم أن هذا المسجد، كما ورد ذكره، كان موجودًا على الأقل منذ النصف الأول للقرن التاسع عشر فإن طرازه العام حسب الصور التي وصلت إلينا يشبه إلى حد كبير المباني في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. واستنادًا إلى صور الكنيسة الكاثوليكية نيكولايفيان المبنية في السنوات 1901-1894م[1] في يريفان وكنيسة القديسة مريم العذراء الأرثوذكسية الروسية المبنية عام 1913م[2] في منطقة كاناكير، هناك بعض التشابه بينهما خاصة من ناحية أسلوب تغطيتهما الخارجية مما يدفعنا للاستنتاج بأن المسجد على أي حال قد أعيد بناؤه في الفترة المذكورة أي في أوائل القرن العشرين. ومن المحتمل أن تكون المعلومات التي تحب المصادر الأذربيجانية نشرها في الآونة الأخيرة باعتبارها وقائع تاريخية أن من يدعى الحاج مظفر آغا قد بنى مسجدًا في دميربولاغ عام 1909م[3]، بينما في الحقيقة الأمر يتعلق بترميم او إعادة بناء مسجد الحاج إمام فردي. ولا يترك مجالًا لأي شك صورة ملتقطة في الفترة الأخيرة تتعلق بمكان وجود المسجد ومقارنته. ويظهر في خلفية الصورة مبنى الحكومة المطل على شارع ديكران الكبير ولا شك أنه عار عن الصحة مزاعم المؤرخين الأذريين المعاصرين عن أن مسجد دميربولاغ كان يعمل حتى عام 1988م أو أواخر الثمانينيات[4].
وقد تهدم المسجد نتيجة لأعمال البناء الجارية في شارع ديكران الكبير الحالي أي في الأربعينيات من القرن الماضي الذي كان في البداية يُسمى الشارع الجنوبي، وبعد ذلك شارع ميكويان، ومن ثم شارع هوكتيمبيريان. وفيما يتعلق بالصور عن وجود المسجد في الفترة الأخيرة غالبًا ما يُذكر أنه كان يُعتبر حمام شرقي[5]. ومن الصعب القول أن ما ذُكر عن أن المسجد كان حقًا حمامًا شرقيًا أو أنه استُخدم كحمام تحت تاثير العقيدة الإلحادية بعد قيام النظام السوفيتي.
[1] ه. غيفوند م. آليشان، طبيعة آيرارات في أرمينيا، ص. 310-311.
[2] Гаспарян М. А., Архитектура Еревана XIX — начала XX веков, Ер., 2008, стр. 167.
[3] Ibidem, 170.
[4] Назим Мустафа, там же, стр. 38.
[5] على سبيل المثال، مدينتي يريفان / مدير المشروع ومؤلفه ك. زاكويان، يريفان، 2002م، صفحة 110 (في صورتي الصفحة المذكورة المنسوبتين إلى العامين 1923م و1949م يُذكر المبنى كحمام، وفي الوقت نفسه في الصورة الموجودة على الصفحة رقم 136 المنسوبة إلى عام 1930م ذُكر المبنى كمسجد، وبالتالي هناك تناقض والمادة بحاجة إلى مزيد من الدراسة).
