من المعروف أنه في مختلف عصور التاريخ وُجدت في يريفان قلاع. وفضلًا عن قلعة إريبوني تذكر المصادر، ابتداءًا من القرن السابع، معلومات عن وجود قلعة في يريفان مبنية في أوائل القرون الوسطى. ولكن من المؤسف أن مكان وجود هذه القلعة غير معروف. أما قلعة يريفان الأخيرة المبنية على الضفة العليا لنهر هرازدان والتي عملت حتى دخول أرمينيا الشرقية في نطاق روسيا القيصرية، فإنها حسب معطيات آراكيل دافريجيتسي مبنية عام 1583م من قبل الباشا التركي فاهراد. ويتحدث بعض الباحثين أمثال ضون خوان دي بيرسيا، وإفليا تشيليبي عن بناء قلعة يريفان في عام 1512م من قبل ريفان خان الوزير لدى شاه إسماعيل. وتستغل الدعاية الأذربيجانية هذه المعطيات زاعمة أن مدينة يريفان مبنية قبل 500 سنة من قبل ريفان غولو خان وسُميت باسمه ريفان، ومن ثم يريفان. ولكن توجد مدونات عن تاريخ يريفان ترجع إلى أوائل القرون الوسطى، وكذلك توجد معطيات أثرية تعود إلى زمن أقدم أي إلى المرحلة الأورارتية وما قبل الأورارتية. أما ما يتعلق بتشابه اسم مدينة يريفان واسم ريفان خان فإننا لو أخذنا بالحسبان أن الاسم الشائع في المصادر التركية والفارسية في أوائل القرون الوسطى عن يريفان كان ريفان، فإنه من المرجح أن ريفان خان هو الذي أضاف إلى اسمه لقب ريفان أي خان يريفان (كمثال على ذلك لقب خان يريفانتسكي في فترة متأخرة من ذلك).
وكانت القلعة محاطة ببعض المباني مثل قصر ساردار ومبنى الحرم ومسجدان وكنيسة القديس كيفورك (المهدمة جزئيًا)، ومستودع للسلاح وإلى آخره. ومن أكثر المباني اللافتة للنظر كان قصر ساردار ومسجد عباس ميرزا (يجري حديث عن هذا الأخير بالتفصيل في الفصل المخصص له). أما القصر فكان الملفت للنظر فيه خاصة جناح ساردار الزجاجي المسمى بالإيوان، وكان مبنيًا على منحدر الضفة العليا تمامًا، وكانت شرفتها الرئيسية المغطاة بالزجاجات الملونة تطل على وادي هرازدان. وكانت هذه الشرفة المكان الرئيسي لقضاء ساردار أوقاته. وكانت توجد هناك نافورة من الرخام وهي معروضة حاليًا في متحف تاريخ يريفان. وكانت حيطان الإيوان وسقفه مزينة بالمرايا والنقوش والزخارف الشرقية الملونة وبرسوم لمناظر من شاهناميه. وفي فترة متأخرة من ذلك أضيفت على حيطانه رسوم بريشة ميرزا غاديم يريفاني تمثل الخان الأخير غاجار وآخرين غيره.
وكانت القلعة تغطي مساحة 18 هكتارًا. وبعد احتلالها من قبل الجيش الروسي استُخدمت منشآت القلعة لأغراض أخرى، فتحول مبنى الحرم إلى مستشفى، ومسجد عباس ميرزا إلى مستودع للسلاح وغير ذلك. وبعد مضي فترة من الوقت أخذت القلعة تفقد أهميتها كمنشأة للعمليات العسكرية الروسية، وبمرور الزمن تضعضعت شيئًا فشيئًا. وقد تم هدم آخر آثار سور القلعة في الثلاثينيات من القرن الماضي. وحاليًا يشغل مساحة أرض القلعة الحي السكني كليندل هيلز، والوحدة العسكرية للعاصمة ومصنع النبيذ.