رؤية الجميع

مسجد الحاج نوفروز علي بيك

سماه الرحالة لينتش مسجد الحاج نصرالله بيك[1]. إن المعلومات عن هذا المسجد قليلة جدًا رغم الحفاظ عليه جزئيًا حتى الستينيات من القرن العشرين. واستنادًا إلى الصور النادرة التي وصلت إلينا تظهر في إحدى الصور سيارة من طراز “غاز 21” من الجيل الثالث واقفة بجوار أنقاض المسجد.

والمعروف أن إنتاج هذا النوع من السيارات كان قد بدأ عام 1962م. ولدى مقارنة هذا التاريخ يتضح أن هناك تناقض بين تاريخ بناء المسجد وبعض المصادر التي بحثناها.

ويذكر الرحالة لينتش في إشارة إلى مسجد نوفروز علي بيك (الحاج نصرالله بيك) ومسجد زال خان الذي يُسمى شهر (أي مدينة باللغة الفارسية) أن الأول نسخة طبق الأصل من الثاني حيث يُلاحظ على بابه الخارجي تاريخ مكتوب بالتركية 1098 ه أي 1687م[1]. ولكن الباحثين ي. شاهازيز وت. هاكوبيان الذين استندا إلى بحث لينتش في هذه المسألة أعطيا تفسيرًا مغايرًا لبعضهما عن تاريخ بناء أي من المسجدين كان لينتش يقصد، ويكرر هاكوبيان ما ذهب إليه لينتش حين يكتب أن مسجدي الحاج نوفروز علي بيك ومسجد زال خان متشابهان في مخخطيهما حيث كانت توجد على أبواب المسجد الثاني كتابات عن تاريخ بنائه وحسب لينتش أنه مبني عام 1098 ه أي 1687م[2]. بينما شاهازيز يكتب إن المسجدين رغم تشابههما في مخططيهما فإنه من الواضح أن الأول نسخة من الثاني، لأنه حسب لينتش لوجود كتابة محفورة في واجهته تحمل تاريخ 1098 ه. ويمكن الاستنتاج من ذلك أنه مبني بتاريخ 1687م[3]، أي حسب شاهازيز أن هذا تاريخ بناء مسجد الحاج نوفروز علي بيك وليس مسجد زال خان. ومن المحتمل أن شاهازيز قد أخطأ في هذا الأمر لأن معطيات لينتش عن تاريخ البناء الذي يشير إليه شاهازيز يتضح أنه يتعلق بمسجد زال خان وليس لمسجد الحاج نوفروز علي بيك. وعلى كل حال يأتي ذكر هذا الأخير في مؤلف شاهخاتونيانتس الوارد ذكره أعلاه الذي كما ذُكر صدر لأول مرة بتاريخ 1842م، لذا فإن المسجد، على الأقل، كان موجودًا في النصف الأول من القرن التاسع عشر. وبالاستناد إلى الصور وانطلاقًا من الخصائص الهيكلية يمكن الاستنتاج بأن المسجد قد بُني في الفترة من نهاية القرن السابع عشر حتى بداية القرن التاسع عشر. ويمكن صفه في مصاف مساجد شاهازيز[4]، رغم أنه من حيث المسافة أقرب ما يكون إلى منطقة دميربولاغ (انظر، مثلًا، إلى مخطط ميهرابوف). ويُرجع المسجد إلى منطقة دميربولاغ أيضًا المتخصص في التاريخ المعاصر لهندسة البناء م. كاسباريان[5]، ومن المحتمل أن هذا الاختلاف مرتبط بتغير مفهوم حدود محلات المدينة عبر الزمن.    

 

 

[1] Lynch, Armenia. Travels and studies, v. I, p. 215

[2] Ibid.

[3] Թ. Հակոբյան, Երևանի պատմությունը (1500—1800 թթ.) – Եր., Երևանի համալսարանի հրատարակչություն, 1971թ․, էջ 369

[4] Ե․ Շահազիզ, Հին Երևանը – Եր․, 2003; էջ 201-202

[5] Հ․ Շահխաթունյանց, Ստորագրութիւն կաթողիկէ Էջմիածնի եւ հինգ գավառացն Արարատայ – Էջմ․, 2014; էջ 302, Թ․ Հակոբյան, նույն տեղում

[6] Гаспарян М.А. Планировочная структура Еревана 19 – начала 20 вв.// Национальное своеобразие зодчества народов СССР: Сб. науч. тр. – М., 1979. – стр. 64-72